شجرة الزيتون - النص الأول

 

شجرةُ الزيتونِ

 

 

1    تُعتَبَرُ شجرةُ الزيتونِ مِنَ الأشجارِ المُعمَّرَةِ دائمةِ الخضرةِ، ذاتِ الثمارِ الصالحةِ للأكلِ، والتي يُصنَعُ منها زيتٌ يَشيعُ استخدامُهُ في كُلٍّ مِنْ مناطقِ البحرِ المتوسّطِ وخارجِهِ، وكانَ الاهتمامُ بزراعتِها موجودًا منذُ عصورِ ما قبلَ الميلادِ؛ للاستفادةِ مِنْ محصولِها وزيتِها، أو حتّى للزينةِ.

2    تُعتبرُ بلادُ الشامِ وتركيّا موطنَها الأصليَّ، ومِنْ هذهِ المناطقِ بدأتْ تنتشِرُ زراعتُها في مختلفِ بقاعِ الأرضِ، وقدْ وصلَ عددُ أشجارِ الزيتونِ الآنَ إلى ما يزيدُ عنْ مئاتِ الملايينِ، معظمُها موجودٌ في بلدانِ البحرِ الأبيضِ المتوسّطِ، حيثُ تُنتِجُ هذهِ البلدانُ مِن ثمارِ الزيتونِ ما يقاربُ 95% من إنتاجِ العالمِ.

3    تُزرَعُ أشجارُ الزيتونِ في مُناخِ البحرِ الأبيضِ المتوسّطِ، والذي يتمتَّعُ بالبرودةِ والأمطارِ في فصلِ الشتاءِ، وبالدفءِ ودرجاتِ الحرارةِ العاليةِ في فصلِ الصيفِ، وبشكلٍ عامٍّ تتحمَّلُ أشجارُ الزيتونِ درجاتِ الحرارةِ التي تتراوحُ بيْنَ 5م - 50م، إلّا أنَّ الدرجةَ الأنسبَ لزراعتِها هي التي تتراوَحُ ما بينَ 35-5م، ويمكنُ زراعتُها في كافّةِ أنواعِ التربةِ، كما أنَّها تتحمَّلُ الملوحةَ الشديدةَ للتربةِ.

4    شكلُ ثمارِ شجرةِ الزيتونِ بيضَوِيٌّ صغيرٌ، وطعمُهُ شديدُ المرارةِ ، ولَهُ ألوانٌ عِدَّةٌ، فقدْ تكونُ خضراءَ مصفرّةً، أوْ سوداءَ، ويحتوي على نواةٍ صُلبةٍ، ويتمُّ استخراجُ الزيتِ مِن هذهِ الثمارِ، ويدخُلُ الزيتونُ في تحضيرِ بعضِ وَصْفاتِ الطعامِ، ويمكنُ عملُ مُخلّلٍ منهُ، وتناولُهُ كنوعٍ مِنَ المُقَبَّلَاتِ.

     
 

5    يُستخرَجُ زيتُ الزيتونِ مِنْ ثمارِ الزيتونِ، وهوَ يُعَدُّ الزيتُ الوحيدُ الذي يمكنُ استخدامُهُ وهوَ خامٌ، حيثُ يمكنُهُ الاحتفاظُ بعناصرهِ الغذائيّةِ مِنْ أحماضٍ دُهنيَّةٍ أساسيَّةٍ، وفيتاميناتٍ، ولكِنْ عندَ تعرُّضِهِ إلى عمليّاتِ تكرارٍ وتصفيةٍ؛ فإنَّ ذلك يؤدّي إلى فقدانِهِ لبعضِ العناصرِ.

6    لشجرةِ الزيتونِ فوائدُ كثيرةٌ للإنسانِ، حيثُ يتمُّ الاستظلالُ بظلِّها، واستخدامُ أخشابِها في صناعةِ الأثاثِ وفي إشعالِ النيرانِ كما واستُعمِلَ زيتُها قديمًا في إضاءةِ المصابيحِ، وهو يُستخدمُ اليومَ في الطهيِ، إضافةً إلى قدرتِهِ على علاجِ العديدِ مِنَ الأمراضِ؛ لاحتوائِهِ على العديدِ مِنَ العناصرِ الغذائيَّةِ المفيدةِ لصحَّةِ الجسمِ.

موقعُ موضوع (بتصرّف)




أقدمُ شجرةِ زيتونٍ في فلسطينَ

تعيشُ في مدينةِ بيتَ لحمَ الفلسطينيّةِ أقدمُ شجرةِ زيتونٍ في فلسطينَ وأكبرُها، ويُقدَّرُ عُمرُها بنحوِ خمسةِ آلافِ سنةٍ، ويغطّي حجمُها أكثرَ مِنْ 250 مترًا مربّعًا، ويمتدُّ ارتفاعُها إلى نحوِ 12 مترا، وجذورُها إلى نحوِ 25 مترًا تحتَ الأرضِ.

وتعودُ مِلكيَّةُ الشجرةِ لعائلةِ (أبو عليّ) في منطقةِ وادي جُوَيزةَ، الّتي تقعُ في قريةِ الوَلَجَةِ في بيتَ لحمَ، وأُطلقَ عليها مجموعةٌ متنوِّعةٌ مِنَ الأسماءِ، مِنْ بينِها الحصنُ، والمرأةُ العجوزُ، وأمُّ الزيتونِ، وعروسُ فلسطينَ.

وأوضَحَ صلاح أبو عليّ (46 عاما)، وهوَ حارسُ الشجرةِ: أنَّ الجفافَ وتقلُّبَ المناخِ أثَّرا بشكلٍ سلبيٍّ على الشجرةِ على مرِّ السنينَ، وتسبّبا في تقلّصِ إنتاجِها الذي أصبحَ أكثرَ تقلُّبًا، وهناكَ أوقاتٌ لم تُنتجْ فيها الشجرةُ أيَّ شيءٍ.

 
 

طرقُ قطفِ الزيتونِ

تطوّرَتْ طرقُ قطفِ الزيتونِ في بلادِنا، ولم تَعُد مقصورةً على القطَّفِ اليدويِّ، وإنّما تُستخدَمُ طرُقٌ أخرى مثلَ القطفِ الآليِّ والقطفِ الهرمونيِّ.

يُعتبرُ القطفُ اليدويُّ أبطَأَ الطرُقِ، ويَحتاجُ العديدَ مِنَ الأيدي العاملةِ، كما يُشترطُ في الثمارِ أنْ تكونَ ناضجةً، ولهذا فالقطفُ المُبَكِّرُ للثمارِ سيستَغْرِقُ مُدَّةً أطوَلَ. تُعتبرُ هذهِ الطريقةُ هيَ الأفضَلَ مِن أجل الحصولِ على ثمارٍ ذاتِ جودةٍ عاليةٍ، سواءٌ كانَ الهدَفُ الكبيسَ أوِ العَصْرَ؛ فالثمارُ المقطوفةُ باليدِ تُعطي زيتًا فاخرًا؛ إلّا أنَّ عيوبَ هذهِ الطريقةِ تتمثَّلُ في الكُلفَةِ العاليةِ، ولكنَّها تُصبحُ مُجديةً إذا كانَتِ الأشجارُ مُنخفِضَةً أوْ صغيرةً في العُمرِ، أو خضراءَ طريّةً، أو سبَقَ للأشجارِ أن قُلِّمَتْ تقليمًا جائرًا، أو تقليمَ تشبيبٍ. وتَتِمُّ هذه الطريقةُ مِنَ القطفِ بكِلْتا اليديْنِ.

أمّا القطفُ الآليُّ فتُستخدَمُ فيهِ أنواعٌ مُتعدِّدَةٌ مِنَ الهزّازاتِ، تقومُ بعمليّةِ هزٍّ للساقِ الرئيسيَّةِ، أوِ الأفرُعِ الكبيرةِ، أوِ الأغصانِ التي تحملُ الثمارَ، أوْ للثمارِ نفسِها، وفي الحالةِ الأخيرةِ تُصابُ الثمارُ بكدماتٍ تُؤثِّرُ على نوعيَّتِها، سواءٌ كانَتْ مُعَدَّةً للكبيسِ أوْ  لِلعَصيرِ؛ فيَجِبُ في هذه الحالةِ الإسراعُ في عصرِ الثمارِ.

تمتازُ طريقةُ القطفِ الآليِّ بالسرعةِ في إنجازِ العملِ، بشكلٍ يخضَعُ لنوعِ الآلةِ المُستخدَمَةِ، ما يخفضُ تكلفةَ عمليّةِ القِطافِ تبَعًا لسُرعتِها.

ولعلَّ أسرعَ الطرقِ طريقةُ القطفِ الهرمونيِّ أوِ الكيماويِّ، فهيَ تعتمِدُ على رشِّ موادَّ كيماويَّةٍ قبلَ القطفِ بخمسةِ أيّامٍ تقريبًا، وبعدَها يتمُّ هزُّ الساقِ الرئيسيّةِ للشجرةِ أوِ الفروعِ الكبيرةِ بآلةٍ خاصَّةٍ، فتقعُ الثمارُ على مفارِشَ تُحيطُ بالشجرةِ.

تمتازُ هذهِ الطريقةُ بالسرعةِ في إنجازِ العمَلِ؛ إذ تستغرِقُ فيها عمليَّةُ قطفِ الشجرةِ الواحدةِ حوالي عشرِ دقائقَ.

 
  • قلم التحديد
  • ممحاة