لمْ تكَدْ تمضي أشهرُ الصيفِ بدرجاتِ حرارتِهِ القياسيَّةِ وموجاتِ جفافِهِ، حتّى فوجِئَتْ أوروبّا بموجةِ حرٍّ هيَ الأعلى درجةً على الإطلاقِ في أيِّ شتاءٍ.

وفي الأيّامِ القليلةِ الماضيةِ، رُصِدَتْ درجاتُ حرارةٍ تدورُ حولَ 20 درجةً مئويّةً في العديدِ مِنَ البلدانِ الأوروبيّةِ، حتّى تلكَ التي كانَتْ تعتادُ في هذهِ الآونةِ مِنَ العامِ على درجاتِ حرارةٍ تحتَ الصفرِ.

وفي فضاءِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، وصَفَ علماءُ مُناخٍ الوضعَ بأنَّهُ "جنونٌ مُطبِقٌ يستعصي تفسيرُهُ".

وفي ذلكَ يقولُ عالِمُ المناخِ (ماكسمليانو): "إنَّنا نشهَدُ اضطراباتٍ غيرَ مسبوقةٍ في درجاتِ الحرارةِ".

وفي كثيرٍ مِنَ المناطقِ، كانَتْ معدّلاتُ درجاتِ الحرارةِ ليلًا تزيدُ على نظيراتِها الصيفيَّةِ في شهرِ تمّوزَ على نحوِ يعصِفُ بالعقلِ.

حريقُ اليونانِ الهائِلُ

اِندلَعَ حريقٌ في 19 آب 2023، قربَ مدينةِ (ألكساندرو بوليس)، وقد خرجَ عنِ السيطرةِ بِفعْلِ الرياحِ العاتيةِ وارتفاعِ درجاتِ الحرارةِ ووصلَ إلى منطقةِ (إيفروس) الحدوديَّةِ معَ تركيّا.

وتُشيرُ تقديراتُ وكالةِ (كوبرنيكوس) التي تُعنى بالتغيُّرِ المناخيِّ، إلى أنَّ الحريقَ قدْ أتى على أكثرَ مِنْ 77 ألفَ هكتارٍ مِنْ أراضي الغاباتِ؛ ممّا يجعلُهُ أكبرَ حريقٍ تشهدُهُ القارّةُ الأوروبيَّةُ منذُ سنواتٍ عديدةٍ. وطالَ الحريقُ غابةَ (داديا)، وهيَ محميَّةٌ يونانيَّةٌ معروفةٌ بكونِها موطنًا لأنواعٍ كثيرةٍ مِنَ الطيورِ الجارحةِ في شمالِ شرقِ اليونانِ وتكتسبُ أهمّيَّةً حيويّةً للاقتصادِ اليونانيِّ.

وفي تصريحٍ أدلى بهِ رئيسُ بلديَّةِ مدينةِ (سوفلي بانايوتيس) لوكالةِ الصحافةِ الفرنسيَّةِ: "إِنَّ الأضرارَ البيئيَّةَ جرّاءَ هذا الحريقِ لا تُحصى."

وأجبرَ الحريقُ مئاتِ الأشخاصِ مِنْ سكّان المنطقةِ على الفِرارِ مِنْ منازلِهْم، وقدْ تسبَّبَ بمقتَلِ نحوِ 20 شخصًا، كما أصدرَ جهازُ الحمايةِ المدنيُّ اليونانيُّ أمرًا بإخلاءِ بعضِ القُرى مِنَ المنطقةِ.المصدر: الجزيرة + رويترز - 28/8/2023

2023/9/12

العاصفةُ دانيال تنشُرُ الدمارَ في شرقيّ ليبيا

في العاشرِ مِنْ أيلولَ 2023، تسبَّبَتْ عاصفةُ البحرِ الأبيضِ المتوسِّطِ "دانيال" في فيضاناتٍ مدمّرةٍ في ليبيا، اجتاحَتْ أحياءً بأكملِها، وتسبَّبَتْ بمقتَلِ الآلافِ، ودمَّرتِ العديدَ مِنَ المنازلِ والممتلكاتِ والمنشآتِ في مدنٍ ساحليَّةٍ متعدِّدةٍ في شرقيّ البلادِ.

وقالَ رئيسُ الحكومةِ فتحي باشاغا إنَّ عددَ الضحايا بلغَ 5300 شخصٍ، و10،000 في عِداد المفقودينَ.

وأشارَ المتحدِّثُ بِاسْمِ القوّاتِ العسكريَّةِ أحمد المسماريّ إلى أنَّ سببَ ضخامةِ الكارثةِ هـوَ انهيارُ سدَّيْنِ قريبَيْنِ ممّا تسبَّبَ في حدوثِ فيضاناتٍ قاتلةٍ، حيثُ هطلَتْ كمّيّاتٌ كبيرةٌ مِنَ الأمطارِ؛ ممّا أدّى إلى امتلاءِ سدّي درنةَ اللَّذَيْنِ يعلو أحدُهما 40 مترًا؛ ممّا أدّى إلى انهيارِهِما في اليومِ التالي، فتدفَّقَتِ المياهُ، وجرَفَتْ معَها خمسةَ أحياءٍ كاملةٍ مِنَ المدينةِ، وانهيارِ 30 كم مِنْ شبكة الطرقِ فيها.