أسئلة الفهم
 

هل تُهدّدُ الروبوتاتُ الذكيَّةُ الجنسَ البشريَّ؟

1    في عصرٍ تتقدَّمُ فيه التكنولوجيا بخطواتٍ مُتسارعَةٍ، وتتجاوزُ حدودَ الخيالِ؛ لتُحقِّقَ إنجازاتٍ لم يكُنْ تصوّرُها مُمكنًا في الماضي، يثورُ السؤالُ حَوْلَ دوْرِ الإنسانِ ومُستقبلِهِ في هذا العالمِ المتطوّرِ، الّذي تنفتِحُ فيهِ آفاقٌ جديدةٌ للابتكاراتِ والإنجازاتِ، الّتي كانَتْ في السابقِ محصورةً في إمكاناتِ الإنسانِ فقَطْ. إنَّ مِنْ بينِ أبرَزِ التطوّراتِ التكنولوجيّةِ الّتي يشهَدُها عصرُنا الحاليُّ هيَ الروبوتاتُ الذكيّةُ وذاتيّةُ التشغيلِ، تلكَ الكائِناتُ الآليّةُ الّتي تمتلِكُ القُدرةَ على التفكيرِ والتعلّمِ وأداءِ مهامَّ متنوّعةٍ، مُزاحِمَةً بها الإنسانَ.

2    على الرَّغمِ من أنَّ للروبوتاتِ الذَّكِيَّةِ وذاتيَّةِ التَّشغيلِ قدرةً فائقةً على القيامِ بعددٍ كبيرٍ من المهامِّ كبديلٍ للبشرِ، فإنَّ عددًا متزايدًا من العلماءِ يرى أنَّ خطرَها يكمنُ في ذكائِها الاصطناعيِّ المتنامي، وبِقُدرتِها على اتِّخاذِ القراراتِ وتحكُّمِها في تشغيلِ الآلاتِ والمعدّاتِ، لِدرَجةٍ تصِلُ إلى تشغيلِ الأسلحةِ وإطلاقِ الصَّواريخِ، وقيادةِ المركَباتِ والطائراتِ بكفاءةٍ تفوقُ كفاءةَ البشرِ في كثيرٍ من الأحيانِ.

3    وحقيقةُ الأمرِ أنَّ المخاوفَ والأوهامَ بشأنِ الروبوتِ تولَّدَتْ بتأثيرِ أفلامِ الخيالِ العلميِّ؛ حيثُ مَثَّلتْ فيها الروبوتاتُ الذكيَّةُ خطرًا حقيقيًّا يُهدّدُ الجنسَ البشريَّ في المستقبلِ؛ لذا فإنَّ الحلَّ قد يكونُ في تحديدِ طبيعةِ الأنشطةِ التي يمكنُ لكلِّ روبوتٍ إنجازُها، أي: منحُه القُدرةَ على القيامِ بعملٍ مُحدَّدٍ، وعدَمُ السَّماحِ له بتخطّي ذلك الأمرِ الَّذي يحُدُّ من إمكانِ توجيهِ قُوَّتِهِ ضدَّ البشرِ.

4    وقدْ بدأَ الأمرُ بتخوُّفِ البعضِ من الغَزوِ التّكنولوجيِّ للرّوبوتاتِ الّذي يلاحقُنا، فعلى سبيلِ المثالِ، قريبًا سيكونُ الرّوبوتُ قادرًا على قيادةِ السيّارةِ الخاصّةِ بكَ، وإيصالِك إلى المكانِ الّذي تريدُ، أو اصطحابِ أطفالِك في نزهةٍ قصيرةٍ بالسّيّارةِ، ورُبَّما يدقُّ هذا ناقوسَ الخطرِ للتَّنبيهِ إلى فَداحةِ نتائجِ دخولِ التكنولوجيا بيوتَنا وحياتَنا اليوميَّةَ بهذا الشّكلِ.

5    ويعتقِدُ بعضُ المتابِعينَ لهذا الموضوعِ أنَّ الروبوتاتِ غيرَ المتحكَّمِ بها ستبدأُ بمهاجَمتِنا ومحارَبتِنا في وقتٍ قريبٍ، ويذهبُ آخرونَ إلى أنَّ الذَّكاءَ الاصطناعيَّ هو أكبرُ خطرٍ على الجنسِ البشريِّ. وبالرَّغمِ مِنْ أنَّ هناكَ مَنْ لا يوافِقُ هذا الرأيَ ويصفُهُ بأنَّه مبالَغٌ فيهِ، فإنَّه ليسَ مُخطِئًا تمامًا؛ إذ قد يُؤدّي تصنيعُ الرّوبوتاتِ الَّتي تتحكَّمُ في نفسِها إلى شيءٍ لا نعرِفُ مدى قدرَتِنا على السيطرةِ عليهِ مستقبلًا

6    ويرى أصحابُ هذا الاتجاه أنَّ الروبوتَ يتمتَّعُ بذكاءٍ اصطناعيٍّ مِثلَ أيِّ طفلٍ صغيرٍ وُلِدَ تَوًّا، وجاءَ إلى الحياةِ دونَ أيِّ خبراتٍ أو تجارِبَ، لكنَّ مَنْ صنَعَهُ يقومُ بتعليمهِ أساسيّاتِ كلِّ شيءٍ.

7    ومعَ تقدُّمِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ، وما باتَ يُعرَفُ بالمعلوماتِ مفتوحةِ المصدرِ، فمِنَ المُمكن أن يُشَكِّل هذا النوعُ من التكنولوجيا خطرًا مُتناميًا على حياتنا البشريَّةِ؛ فالرّوبوتاتُ ستبدأُ ذاتيًّا بتعلُّمِ كُلِّ شَيءٍ منَ البيئةِ المحيطةِ بها، أو ممّا يُرسَلُ لها من معلوماتٍ مِنْ طريقِ (الإنترنتِّ)، فما الذي يمنعُ أنْ يتعلَّمَ الرَّجلُ الآليُّ صفاتٍ سلبيَّةً مِنَ البشرِ المحيطينَ بهِ؟

8    في حينِ أنَّ العاملينَ في هذهِ الصناعةِ الّتي بدأتْ تتطوَّرُ بشكلٍ لافتٍ، يؤكِّدُونَ أَنَّ الهدفَ الأَوَّلَ مِنَ الروبوتاتِ هوَ أنْ تتحمَّلَ الأخطارَ بدلًا من البَشَرِ، لا أنْ تزيدَ على البَشَرِ أخطارًا إضافيَّةً، وبالرَّعْمِ مِنْ هذهِ الفئةِ منَ الروبوتاتِ ستكونُ لها القدرةُ على التَّأثيرِ في حياتِنا بشكلٍ إيجابيٍّ، مِنْ خلالِ الوصولِ إلى أماكنَ لا يمكِنُ للبشرِ أن يَصلوا إليها في حالِ حدوثِ الكوارثِ، أوْ حتّى عبرَ تدخُّلِها في علاجِنا مِنَ العديدِ مِنَ الأمراضِ، كالسَّرَطانِ وغيرِهِ، إلّا أنّها ستحرِمُ الكثيرينَ مِنَ الموظَّفينَ غيرِ المَهَرةِ وظائِفَهُم؛ إذ سيكونُ مِنَ الأوفرِ استبدالُ هؤلاءِ الموظَّفينَ بتلكَ الرّوبوتاتِ الأكثرِ مهارةً والأقلِّ كُلْفةً.

 

9    إِنَّ روبوتاتِ المستقبلِ يُتوقَّعُ أنْ تكونَ مُشابهةً لنا، وتُوجِّهُ القراراتِ الّتي تَتَّخِذُها ممّا هوَ مُبَرمجٌ فيها، ومِمّا هيَ قادرةٌ على اكتسابِهِ عن طريقِ الملاحظةِ؛ لذا فإنَّهُ من الواردِ تعليمُ الرّوبوتاتِ الآدابَ العامَّةَ بمثلِ طريقةِ تعليمِنا أطفالَنا الأخلاقَ العامَّةَ، أي بالتَّوجيهِ الصَّريحِ، أو عن طريقِ الملاحظةِ الَّتي تحثُّ على الأفعالِ الحسنةِ وتنهى عنِ الأفعالِ المذمومةِ.

10    في خِضمِّ هذا النقاشِ العميقِ، حولَ مُستقبلِ الإنسانِ والروبوتاتِ الذكيَّةِ، نكتشفُ أنّنا نواجهُ تحدّياتً مُعقّدةً، ومهامَّ تتطلّبُ تضافُرَ جهودِ البشرِ للتصدّي لها بشكلٍ فعّالٍ. إذا أردْنا أنْ نُحقِّقَ توازنًا بينَ الاستفادَةِ منْ إمكانيّاتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ والتقنيّاتِ المتقدِّمةِ، وبينَ الحفاظِ على سلامةِ المجتمعِ، فإنَّنا نحتاجُ إلى منهجيَّةٍ شاملةٍ تجمعُ بينَ التقنيَّةِ والأخلاقِ والسياسَةِ.

11    كما يجبُ تعزيزُ البحثِ العلميِّ في مجالاتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ والأخلاقيّاتِ المتعلِّقةِ بتطوُّرِ الروبوتاتِ. يجبُ أنْ يكونَ للأخلاقِ دورٌ حاسمٌ في توجيهِ تطبيقاتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ، والتأكَّدِ مِنْ أنَّ الروبوتاتِ تلتزمُ بقِيَمٍ ومبادئَ إنسانيَّةٍ.

12    وفي الختامِ، فإنَّ التوازنَ بينَ تَقَدُّمِ التكنولوجيا والمحافظةِ على البشريّةِ، هوَ تحَدٍّ كبيرٍ ينبغي أنْ نتعاملَ معَهُ بجدّيّةٍ وحكمةٍ. إنّ استخدامَ الروبوتاتِ الذكيَّةِ يُعتبرُ نقطةَ تَحَوُّلٍ في تاريخِ البشريّةِ، ومعها تأتي مسؤوليّتُنا الكبيرةُ في توجيهِها نحوَ تحقيقِ الخيرِ والمنفعةِ. فمِنْ خلالِ الابتكارِ المستمِرِّ والتفكيرِ الخَلّاقِ ، يمكنُ للإِنسَانِ أَن يُحدِثَ فَارِقًا حقيقيًّا في تشكيلِ مُستَقْبَلٍ تكونُ فيه التقنيّةُ شَريكًا للإنسانِ وليستْ بديلًا عنْهُ.

المصدر: مجلّة ناشيونال جيوغرافيك العربيّة. - أغسطس 2011 (بتصرّف)

السؤال 1 : ( 7 علامة )
ما نوعُ النصِّ؟
السؤال 2 : ( 6 علامة )
ما القضيّةُ الّتي يعالجُها النصُّ؟

إلى أيِّ درجةٍ يمكنُ للروبوتاتِ الذكيّةِ أن تهدّدَ الجنسَ البشريَّ بسببِ ذكائِها الفائقِ.

السؤال 3 : ( 6 علامة )
ما الموضوعةُ العامّةُ للنصِّ؟
السؤال 4 : ( 6 علامة )
فيمَ يتمثّلُ خطرُ الروبوتاتِ كما يرى بعضُ العلماءِ، وفقَ الفقرةِ الثانيةِ؟

يكمنُ خطرُها بذكائِها الاصطناعيّ المتنامي، وقدرتِها على اتّخاذِ القراراتِ وتحكّمِها في تشغيلِ الآلاتِ، كالأسلحةِ والصواريخِ وقيادةِ المركباتِ بكفاءةٍ تفوقُ كفاءةَ البشرِ أحيانًا كثيرةً.

السؤال 5 : ( 6 علامة )
كيفَ صوّرَتِ السينما الروبوتاتِ في أفلامِها حسبَ الفقرةِ الثالثةِ؟

صوّرَتِ السينما الروبوتاتِ بأنّها كائناتٌ تهدّدُ الجنسَ البشريَّ في المستقبلِ.

السؤال 6 : ( 6 علامة )
يرى البعضُ أنَّ الروبوتاتِ التي تتمتّعُ بذكاءٍ اصطناعيٍّ، مِنَ الممكنِ أن تشكّلَ خطرًا متناميًا على حياةِ البشريّةِ. فما السببُ؟
السؤال 7 : ( 7 علامة )
ما الفكرةُ المركزيّةُ في الفِقرةِ الرابعةِ؟
السؤال 8 : ( 6 علامة )
كلمةُ (روبوت) هي كلمةٌ دخيلةٌ. ماذا نقصدُ بذلكَ؟

لفظٌ أجنبيٌّ دخلَ على اللغةِ العربيّةِ دونَ تغييرٍ.

السؤال 9 : ( 6 علامة )
على ماذا يدلُّ التعبيرُ: "الغزوُ التكنولوجيُّ
السؤال 10 : ( 6 علامة )
قارنُوا بينَ الفِقرةِ الخامسةِ، وما ترونَهُ في الرسمِ الكاريكاتيريّ رقم 4!

هنالكَ تشابهٌ في الفكرةِ، حيثُ يُظهرُ الرسمُ 4 إلى سيطرةِ الروبوت على الحاسوبِ، وإبعادِ الإنسانِ والجلوسِ مكانَهُ، وهذا يتوافقُ معَ الفقرةِ الخامسةِ بأنَّ الروبوتات ستبدأُ بمهاجمتنا وقد لا نستطيعُ السيطرةَ عليها.

السؤال 11 : ( 6 علامة )
كيفَ تنعكسُ صورةُ الدماغِ في الكاريكاتيريْنِ (2 وَ 3)؟

في الكاريكاتير 2 يستغني الإنسان عن دماغِهِ لصالحِ الروبوت. وفي الكاريكاتير 3 يُلقي الإنسانُ دماغَهُ في حاويةِ النفاياتِ بسببِ الذكاءِ الاصطناعيِّ. بمعنى أنّ دماغَ الإنسانِ لا قيمةَ له كما نرى بسببِ تفوُّقِ الذكاءِ الاصطناعيِّ.

السؤال 12 : ( 8 علامة )
اُكتبوا رقمَ الفقرةِ لكلِّ فكرةٍ مركزيّةٍ ممّا يلي!
  • (1) مصدرُ الأخطاءِ المتوقّعةِ للروبوتاتِ والحلُّ المناسبُ لذلكَ.
  • (2) التخوّفُ مِن مهاجمةِ الروبوتاتِ للبشرِ فيما بينَ موافقٍ ومخالفٍ.
  • (3) رأيُ المتفائلينَ بشأنِ الذكاءِ الاصطناعيِّ بإمكانيّةِ التحكّمِ بهِ.
  • (4) خطورةُ إمكانيّةِ اكتسابِ الروبوتاتِ الصفاتِ السلبيّةَ.
3
السؤال 13 : ( 6 علامة )
ما الأسلوبُ البلاغيُّ الذي تضمّنتْهُ الفِقرةُ السادسةُ؟

تشبيهٌ: أنَّ الروبوت يتمتّعُ بذكاءٍ اصطناعيٍّ مثلَ أيِّ طفلٍ صغيرٍ.

السؤال 14 : ( 6 علامة )
ما القضيّةُ التي تطرحُها الفقرةُ التاسعةُ؟
السؤال 15 : ( 6 علامة )
لكلمةِ (خِضمّ) في بدايةِ الفِقرةِ العاشرةِ عدّةُ معانٍ. أيٌّ منها يناسبُ السياقَ؟
السؤال 16 : ( 6 علامة )
اختاروا كلمةَ (رأي) أو (حقيقة) أمامَ كلِّ عبارةٍ ممّا يلي:
رأي حقيقة
رأي حقيقة
.::. إنَّ روبوتاتِ المستقبلِ يُتوقّعُ أن تكونَ مُشابِهَةً لنا.
.::. خطرُ الروبوتاتِ الذكيّةِ يكمنُ في قدرتِها على اتّخاذِ القراراتِ.
.::. دخلَتِ التكنولوجيا حياتَنا اليوميّةَ بشكلٍ واسعِ.
  • قلم التحديد
  • ممحاة